يكسر أخبار

الخميس، 2 أكتوبر 2014

حقيقة الشوق





حقيقة الشوق
الشوق هو سفر القلب الى محبوبه بحيث لا يقر قراره حتى يظفر به و يحصل له . وقيل : هو لهيب ينشاء بين أثناء الحشا ,  سببه الفرقه ,  فإذا وقع اللقاء أطفأ ذلك اللهيب . و قيل : الشوق هبوب القلب الى محبوب غائب .
قال ابن خفيف الشوق ارتياح القلوب و محبه اللقاء بالقرب  .

الفرق بينه و بين المحبة
فرق  بين الشئ و أثره فإن الحامل على الشوق هو المحبة ,  و لهذا يقال : لمحبتي اشتقت إليه و أحببته 
فأشتقت الى لقائه  .
فالمحبة بذر في القلب ,  و الشوق بعض ثمرات ذلك البذر ,  و كذلك من ثمراتها حمد المحبوب و الرضى عنه و شكره و خوفه و رجاؤه و التنعيم بذكره و السكون إليه و الأنس به و الوحشة بغيره ,  و كل  هذه من احكام المحبة ....... و ثمراتها ,  و هو حياتها .
فمنزلة الشوق من المحبة منزلة الهرب من البغضاء ِ و الكراهة : فإن ال


ولادة القلب [الولادة الثانية]






ولادة القلب [الولادة الثانية]  

صدق التأهب للقاء الله من أنفع ما للعبد و أبلغه في حصول إستقامته , فإن من أستعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا و ما فيها و مطالبها , وحمدت من نفسه نيران الشهوات و أخبت قلبه الى ربه تعالى وعكفت همته على الله و على محبته و إيثار مرضاته , و استحدثت همة أخرى و علوما ً أخر و ولد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها الى الدار الآخرة كنسبة جسمه الى هذه الدار بعد أن كان في بطن أمه فيولد قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة , و كما كان بطن أمه حجابا ُ لجسمه عن هذه الدار فهكذا نفسه و هواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة , فخروج قلبه عن نفسه بارزا ً الى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزا ً الى هذه الدار ,

 و هذا معنى ما يُذكر عن المسيح أنه قال :  يا بنى إسرائيل , إنكم لن تلجوا ملكوت السماء حتى تلدوا مرتين ( و لما كان أكثر الناس لم يلدوا هذه الولادة الثانية و لا تصورها فضلا ً عن أن يصدقوا بها – فيقول القائل : كيف يولد الرجل الكبير أم كيف يولد القلب , لم يكن لهم إليها همة و لا عزيمة , إذا ً كيف يعزم على الشئ من لا يعرفه و لا يصدقه ؟ و لكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدّق بذلك و علم أنه لم يولد قلبه بعد و المقصود أن صدق التأهب للقاء الله هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة و الاحوال الإيمانية و مقامات السالكين الى الله و منازل السائرين إليه , من اليقظة و التوبة و الإنابة و المحبة و الرجاء و الخشية و التفويض و التسليم 


الإنابة و أثره في الحياة






الإنابة و أثره في الحياة 
كثيرا  ً ما يتكرر  في القران ذكر الإنابة  و الامر بها كقوله تعالى  ) و أنيبوا الى ربكم  و أسلموا له (  و قوله  ) تبصرة و ذكرى لكل عبد ٍ منيب (  .......    .

فالإنابة  هي  الرجوع الى الله و إنصراف  دواعي  القلب و جواذبه إليه ,  و هي تتضمن المحبة و الخشية , فإن المنيب محب لمن أناب إليه خاضعا ً له  خاشعا ً ذليل .
و الناس في إنابتهم على درجات متفاوته   فمنهم المنيب الى الله بالرجوع إليه من المخالفات و المعاصي  , و هذه الإنابة مصدرها مطالعة الوعيد , و الحامل عليها  العلم و الخشية و الحذر  ,  و منهم المنيب إليه بالدخول في انواع العبادات و القروبات  ,  فهو ساع فيها بجهده  و قد حبب إليه فعل الطاعات  و انواع القروبات ,  و هذه الإنابة مصدرها الرجاء ُ  و مطالعة الوعد و الثواب  ومحبة الكرامة  من الله و هؤلاء أبسط نفوسا ً من أهل تاقسم الاول و أشرح  صدورا ً و جانب الرجاء  و مطالعة الرحمة و المنة أغلب عليهم , و الإ  فكل واحد من الفريقين منيب بالأمرين جميعا ً ,  و لكن خوف هؤلاء  اندرج في رجائهم فأنابوا بالعبادات ,  و رجاء الألين  أندرج تحت خوفهم فكانت إنابتهم بترك المخالفات  و منهم المنيب الى الله بالتضرع و الدعاء و الافتقار إليه و الرغبة و سؤال الحاجات كلها منه .

أثره في الحياة 

اعلى انواع الإنابة إنابة الروح بجملتها  إليه لشدة المحبة الخالصه  الغنية لهم عما سوى محبوبهم و معبودهم وحين أنابت إليه أرواحهم لم يختلف منهم شئ عن الإنابة ,  فإن الاعضاء كلها رعيتها  و ملكها تبع للروح فلما أنابت  الروح  بذاتها إليه  إنابة محب صادق المحبة ليس فيه عرق و لا مفصل إلا و فيه حب ساكن لمحبوبه أنابت جميع القوى و الجوارح :  فأناب القلب أيضا ً بالمحبة و التضرع و الذل  و  الإنكسار ,  و أ،اب العقل بإنفعاله لأوامر المحبوب و نواهيه , و تسليمه لها  و تحكيمه  إياه دون غيرها  ,  و أنابت النفس بالإنقياد و الإنخلاع عن العوائد النفسانيى و الأخلاق الذميمة و الأرادات الفاسدة و انقادت لأوامره خاضعة له و داعية فيه مؤثرة إياه على غيره , فلم يبقى فيها منازعة شهوة تعترضها دون الأمر , و خرجت عن تدبيره

حراسة الخواطر وحفظها







حراسة الخواطر وحفظها 

حراسة الخواطر و حفظها , و الحذر من إهمالها و الإسترسال معها , فإن أصل الفساد كله من قبلها يجئ , لأنها هي بذر الشيطان , و النفس في أرض القلب , فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات , ثم يسقيها حتى تكون عزائم , ثم لا يزال حتى تثمر الأعمال و لا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات و العزائم , فيجد العبد نفسه عاجزا ً او كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة , و هو المفرط إذا لم يدفعها و هي خاطر ضعيف , كمن تهاون بشرارة من نار وقعت في حطب يابس , فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها .

الطريق الى حفظ الخواطر

1 – العلم الجازم بإطلاع الرب تعالى و نظره الى قلبك و علمه بتفاصيل خواطرك .
2 – حياؤك منه .
3 – خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر .
4 – إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته .
5 – خشيتك أن تتولد تلك الخواطر و يستعر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان و محبة الله فتذهب به جملة و انت لا تشعر .
6 – ان تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به , فأعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك و أنت لا تشعر .
7 – أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي و خواطر الإيمان و دواعي المحبة و الإنابة .
8 – أن تعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له .
9 – أن تلك الخواطر هى وادى الحمقى و أماني الجاهلين فلا تثمر صاحبها إلا  الندامة و الخزى .
10 – أن لا يترك به واجبا ً و لا سنة .
11 – أن لا يجعل مجرد حفظها هو المقصود بل لا يتم ذلك إلا بأن يجعل موضعها خواطر الإيمان و المحبة و الإنابة و التوكل و الخشية فيفرغ قلبه من تلك الخواطر و يعمره بأضداها.

فهكذا الخواطر الإيمانية هى أصل الخير كله , فإن أرض القلب إذا بذر فيها خواطر الإيمان و سقيت مرة بعد مرة أثمرت له كل فعل جميل و ملأت قلبه من الخيرات و استعملت جوارحه في الطاعات و لهذا لما تحققت طائفة من السالكين ذلك عملت على حفظ الخواطر وكان ذلك هو سيرها و جل عملها .